تعاويذ وتمائم لزوم الزواج والإنجاب

الدجل، الشعوذة، ضرب الودع ، وقراءة الكف والفنجان وغيرها وسائل كثيرة يحتال بها البعض علي الكثيرين من البسطاء عديمي الخبرة الذين يتربصون بأية بارقة أمل ، تنير لهم الطريق ، وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من أمروها الحياتية إلي الدجل والسحر .
و رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"
فلماذا تلجأ النساء تحديداً للسحر والشعوذة ، وما الذي ينتظرنه من أفاقين
"محيط " تستطلع أراء البعض لمعرفة أسباب اللجوء إلي الدجالين رغم اختلاف الزمن وتفتح مدارك الكثيرين .

"م.ا" ربة منزل تقول لجأت إلى بعض السحرة والدجالين بعدما فشلت فى الحصول على حل لمشكلتى وهى أنني تزوجت منذ 25 عام ، ولكنني حتى اليوم لم أسعد بحياتي مع زوجي وحاولت بأكثر من طريقة أن أعرف لماذا لم أسعد بحياتي ، ولهذا ذهبت إلى أحد العرافين ، والذي طلب منى أشياء كثيرة مثل بخور ؛ طائر ؛ لحم ميت وأشياء أخرى ، وقد أحضرت كل هذا ، وبعده بفترة قال لى إن والدة زوجي تكرهني ، وهى لا تريدني زوجة لابنها ، ولهذا قامت ببعض الأعمال ضدي وأنا صدقته ، وبدأت أتعامل معها علي هذا الأساس ، لكن الله أراد أن يكشف لي حقيقة الأمر فقد تزوج زوجي من أخرى ، وصارحني بأنه لا يريد أن أبقى معه ، ومنذ ذلك الوقت وانا استغفر الله لهذا الذنب العظيم الذى ارتكبته.
[size=16]عدم الإنجاب

أما "ص .أ" وهى طبيبة فقد أكدت أنها لم تلجأ إلى ذلك إلا بعد فشلها فى تحقيق حلمها وهو أن تكون أماً ، فتقول: استمر زواجي لعدة سنوات بدون إنجاب وكنت راضية بذلك ولكنني شعرت بانجذاب زوجي نحو الأطفال ورغبته في أن يصبح أباً ولهذا خشيت أن يتزوج على ، ولهذا قررت أن ألجأ لبعض الشيوخ وطلب منى أن أحضر له بعض الأشياء كمثل (ظفر نملة ولحية ديك وقماشة لونها
أزرق) وقرأ عليه بعض التعاويذ والكلمات غير المفهومة ووعدني بأنني سوف أنجب طفلاً خلال شهور ولكن هذا لم يتحقق؟
"م.م" امرأة مصلية تعرف حدود ربها جيداً ، لكنها تؤكد أنها تلجأ لهؤلاء السحرة وتعتقد بأعمالهم وتلبى مطالبهم ، فتؤكد" أنا أذهب لهؤلاء السحرة لأنهم يصدقون في بعض المرات ففى أحد المواقف تعرضت لإهانة زوجي في أول يوم زفافي ولم أكن أعرف السبب ، كما أنه هو الآخر لم يعرف لماذا سبنى ، واستمرت هذه العادة لأكثر من عام ، وعندما اصطحبتني إحدى صديقاتي إلى إحدى المشعوذات ودخلت عليها فوجئت بأنها تقول لي اسم أمي وأبى وعائلتي بالكامل ؛ولهذا اقتنعت بحديثها وقالت لى إن أم زوجي ذهبت لأحد الدجالين وعملت لي عمل وأنه موجود أسفل سريري بغرفة نومي ، وبالفعل عندما عدت إلى بيتي وجدت شبه لفافة ورقية بداخلها بعض التعويذات والكلمات السحرية التى كانت ترددها تلك السيدة وعندما أحرقت تلك الورقة عادت حياتى كما هى!

وتروي "ف.أ" قصتها مع الدجل قائلة : أحضرت بعض الدجالين إلى بيتي بسبب ضغوط أشقائي علي، فأن أعيش مع أمي بمنزل واحد ، ولكنني فوجئت ذات يوم أن أمي تقول لي إنها ترى بعض الأشخاص في الظلام وتتحدث معهم وعندما تذهب لأي مكان تراهم فيه ، كما أنهم يقومون ببعض الأشياء التي تثير خوفها وفزعها ليلاً ، وهذا ما أخافني عليها ، فذهبت بها إلى الكثير من الأطباء النفسيين وأطباء الأمراض العقلية والعصبية ، ولكنهم أكدوا أنها بخير، ولكن مع إلحاح إخوتي قررت خوض تجربة الدجل وأحضر أحد هؤلاء الأشخاص إلى منزلي وأحضر"بيضة" وكتب عليها بعض التعويذات والأرقام، ووضعها على النار وبعد دقائق من الوقت الذى حدد فيه انكسار البيضة انكسرت بالفعل وقال إن انكسار البيضة دال على أنها ملتبسة ب"جن" واسمه محمد لأنها اعتادت الصراخ داخل "المرحاض" ولكنى لم أعتقد بهذا الأمر وازداد الأمر سوءاً واعتادت أمي على الصراخ ولكنى نادمة على ما فعلت وقررت أن لا أقرب هذا الموضوع مرة ثانية.

لكن النساء ليسوا وحدهن من يلجأن لمثل هذه الأعمال ، فهناك بعض الرجال الذين يلجأون إلي ذلك ، ومنهم "م.م" وهو أستاذ جامعي الذي يقول " لجأت لذلك عندما رأيت ابنتى غبر سعيدة فى حياتها الزوجية وخاصة أن زوجها يرى أنها قد تغيرت كثيراً عن قبل الزواج فبدأت تبتعد عنه وتظل ليالى بعيدة ولا تتكلم مع أحد ، ولهذا ذهبت إلى بعض المعالجين بالقرأن الكريم، ولكنه أكد لي أنها بصحة جيدة وقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم وأمرها بتلاوة القرآن الكريم لمدة محددة ، وبالفعل وجدت ابنتي قد تغيرت كثيراً ، وعادت لحياتها الطبيعية ، ربما يكون ذلك لابتعادها عن ذكر الله.
رفض للمنطق
ولأن أغلب من يلجأون إلي هذه الطرق يعجزون عن حل مشكلاتهم بالعقل والمنطق ، فهم يعتبرون أن الدجل هو الطريق الأسهل لحل المشكلات التي استفحلت أو استعصت علي حل كما تقول د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية.
التي تؤكد إن معظم الحالات التى تذهب للدجل والشعوذة يكون بسبب فشلها فى حل المشكلات بطريق علمى ومنطقي ، كما توضح أن أعمال الدجل و الشعوذة موجودة منذ القدم وعلى مر العصور، كما أنها منتشرة في كثير من دول العالم ولكنها ترتكز فى المجتمعات التى تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية سريعة وسليمة.
وتري د. عزة أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في حالة الذهاب للدجالين والمشغوذين ولكن المرأة هى الأسبق دائماً وهى التي تخطو الخطوة الأولى لأن كثيراً من المشكلات تكون خاصة بها بشكل أكبر وأكثر حساسية ، فعلى سبيل المثال مشكلة الإنجاب وتأخر سن زواج بناتها شىء يقلقها أكثر من الرجل ، وكذلك رغبة الزوجة في الاحتفاظ بزوجها طول العمر ، دون أن تبحث في أسباب المشكلة فعلى سبيل المثال مشكلة العنوسة ترجع لأسباب اقتصادية واجتماعية قاسية يمر بها الشباب ، ولكنها لا تفكر في هذا الأمر بل تفكر فقط في العنوسة التي ستلحق بها ولهذا تلجأ إلى الحل السريع لمعرفة إذا كان هناك زواج أم لا.
وترى د. عزة كريم أنه لابد من وجود حلول جذرية لجميع المشكلات حتى لايكون طريق البحث نهايته دجل وشعوذة، كما أنه لابد من تحكيم العقل وإرجاع المشكلة لأسبابها الحقيقية ، ومحاولة علاجها والتمسك بقضاء الله وقدره ، وعدم الاستجابة لوسائل الاعلام التى تروج لمثل هذه الخرافات والتيقن بأن الإنسان لن ينال إلا ما كتبه الله له.
وحول الدوافع والأسباب التي تدفع بالبعض للجوء لأعمال الدجل
يقول د. صالح عبد الكريم أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن المرأة هي الأكثر تعرضاً للضغوط النفسية من الرجل ، وخاصة عندما تتعرض لمشكلة ما فهى تنتظر النجاح أو الفشل ، ولهذا تقع تحت تأثير نفسى وعصبى ، فتبدأ في البحث عن أحد الحلول الجاهزة والسريعة ، وبالتالي تذهب لأحد السحرة أو الدجالين وخاصة أنها الطرف الذي يسهل التأثير عليه عن طريق بعض الخزعبلات التي يفتعلها بعضهم ، فيخيل إليها أن هؤلاء السحرة بيدهم الحل .

ويرى د. صالح أن هذا اللجوء للسحر والدجل قد يصاحبه بعض الأمراض النفسية التي تظل ملازمة للشخص فترة طويلة ، ولهذا فلا بد من الابتعاد عن هذه الأعمال ومحاولة التفكير ولو لدقائق فى المشكلة وبالتالي إيجاد حل مناسب لها .
وعن رأي الدين في مثل هذه الأعمال ومن يلجأون إليها
د. أحمد حمدي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف يؤكد أن هذه الأعمال ضارة وباطلة ويرجع السبب فى الانسياق وراء الدجل الى قلة الإيمان بالله تعالى وبقضاءه والاستعجال بحكمه وقضاءه وقدره؛ ولهذا يلجأون لغيره.
ويضف د. أحمد إن هؤلاء كفرة لأن ذلك من الغيب الذى لايعلمه إلا الله ، أما عن المتعامل معه فينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم(من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه مسلم ؛ ولهذا يستوجب على كل مسلم ان يأخذ حذره وألا يوقع نفسه فى هذه الأعمال .
ويضيف د أحمد إن علي المسلم المؤمن أن يواظب على قراءة القرأن الكريم ؛ وأداء الصلاة و الإيمان بقضاء الله وقدره ، وعدم استعجال أمر الله ، وعدم اللجوء لهؤلاء المشعوذين والكفرة مهما كانت الأسباب .

شكرا على الموضوع
جميلة جدا مشاركتك هاته
نحن سعيدون بها